الجمعة، 22 أبريل 2016

فوائد تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله الآيات ٦٨- آخر السورة




📖فوائد تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات  ٦٨- آخر السورة.

■■■■■■■■■■

📝{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ }
[الزمر:٦٨]


⭕لما خوفهم تعالى من عظمته،
⭕خوفهم بأحوال يوم القيامة،

🔹ورغَّبهم
🔹ورهَّبهم.

□□□□□□□□□□
🔹( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) :

👈🏼وهو قرن عظيم،
لا يعلم عظمته إلا خالقه،
ومن أطلعه اللّه على علمه من خلقه،

🔵فينفخ فيه إسرافيل عليه السلام،

●أحد الملائكة المقربين،
●وأحد حملة عرش الرحمن.

□□□□□□□□□□
🔹( فَصَعِقَ )
أي:
●غشي
●أو مات
على اختلاف القولين.

🔹( مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ )
أي: كلهم،

لما سمعوا نفخة الصور أزعجتهم من شدتها وعظمها،
وما يعلمون أنها مقدمة له.

□□□□□□□□□□
 🔹( إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) :
ممن ثبته اللّه عند النفخة،
فلم يصعق،

كالشهداء أو بعضهم،
وغيرهم.

⏪وهذه النفخة الأولى

1⃣نفخة الصعق،
ونفخة الفزع.

□□□□□□□□□□
🔹( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ )

⏪النفخة الثانية
2⃣نفخة البعث.

🔹( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ينظرون )

 أي: قد قاموا من قبورهم لبعثهم وحسابهم ينظرون

قد تمت منهم الخلقة الجسدية والأرواح،
وشخصت أبصارهم

🔹( يَنْظُرُونَ ):
 ماذا يفعل اللّه بهم؟

□□□□□□□□□
📝{ وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
[الزمر:٦٩]


🔹( وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) :

علم من هذا:
أن الأنوار الموجودة تذهب يوم القيامة وتضمحل،
وهو كذلك،

🔸فإن اللّه أخبر أن :
●الشمس تكور،
●والقمر يخسف،
●والنجوم تنتثر،

🔸ويكون الناس في ظلمة،

⏪فتشرق عند ذلك الأرض بنور ربها، عندما يتجلى وينزل للفصل بينهم.

□□□□□□□□□□
 ⭕وذلك اليوم :

🔸يجعل اللّه للخلق قوة،
وينشئهم نشأة يَقْوَوْنَ على أن لا يحرقهم نوره،

🔸ويتمكنون أيضا من رؤيته،

وإلا فنوره تعالى عظيم،
لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.

□□□□□□□□□□
🔹( وَوُضِعَ الْكِتَابُ )
أي: كتاب الأعمال وديوانه،

وضع ونشر،
👈🏼ليقرأ ما فيه من الحسنات والسيئات،

🔹كما قال تعالى:
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )


⭕ويقال للعامل من تمام العدل والإنصاف:
( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ).

□□□□□□□□□□
 🔹( وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ ):

● ليسألوا عن التبليغ،
●وعن أممهم، ويشهدوا عليهم.

🔹( وَالشُّهَدَاءِ ) :
1⃣من الملائكة،
2⃣والأعضاء
3⃣والأرض.

□□□□□□□□□
🔵( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ )

 أي: العدل التام
والقسط العظيم،

👈🏼لأنه حساب صادر ممن لا يظلم مثقال ذرة،
ومن هو محيط بكل شيء،

●وكتابه الذي هو اللوح المحفوظ محيط بكل ما عملوه،

●والحفظة الكرام الذين لا يعصون ربهم قد كتبت عليهم ما عملوه،

●وأعدل الشهداء قد شهدوا على ذلك الحكم.

□□□□□□□□□
⭕فحكم بذلك من يعلم :
●مقادير الأعمال
●ومقادير استحقاقها للثواب والعقاب.

🔹فيحصل حكم يقر به الخلق،
ويعترفون للّه بالحمد والعدل،

🔹ويعرفون به من عظمته وعلمه وحكمته ورحمته ما لم يخطر بقلوبهم،
ولا تعبر عنه ألسنتهم،

📝ولهذا قال:
{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }
[الزمر:٧٠]

□□□□□□□□□
📝{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }
[ الزمر:٧١]


⭕لما ذكر تعالى حكمه بين عباده
الذين جمعهم :
🔹في خلقه ورزقه وتدبيره،
🔹واجتماعهم في موقف القيامة،

👈🏼فرقهم تعالى عند جزائهم،

⏪كما افترقوا في الدنيا بالإيمان والكفر والتقوى والفجور.

□□□□□□□□□□
 🔹 ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ )
 أي: سوقا عنيفا،

يضربون بالسياط الموجعة
من الزبانية الغلاظ الشداد
إلى شر محبس وأفظع موضع:

👈🏼وهي جهنم
التي قد جمعت كل عذاب،
وحضرها كل شقاء،
وزال عنها كل سرور،

🔹كما قال تعالى:
( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا )
أي: يدفعون إليها دفعا،

وذلك لامتناعهم من دخولها.

□□□□□□□□□□
⭕ويساقون إليها ( زُمَرًا )
👈🏼أي: فرقا متفرقة،

🔸كل زمرة مع الزمرة التي تناسب عملها،
وتشاكل سعيها،

🔸يلعن بعضهم بعضا،
ويبرأ بعضهم من بعض.

□□□□□□□□□□□
🔹( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا )
أي: وصلوا إلى ساحتها

🔹( فُتِحَتْ ) لهم
أي: لأجلهم

🔹( أَبْوَابُهَا )
لقدومهم وقِرًى لنزولهم.

□□□□□□□□□□□
 🔹( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ):
 مهنئين لهم بالشقاء الأبدي،
والعذاب السرمدي،

وموبخين لهم على الأعمال التي أوصلتهم إلى هذا المحل الفظيع:

🔹( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ )
أي: من جنسكم

تعرفونهم
وتعرفون صدقهم،
وتتمكنون من التلقي عنهم؟

🔹( يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ )
التي أرسلهم اللّه بها،
الدالة على الحق اليقين بأوضح البراهين.

🔹( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا )
أي: وهذا يوجب عليكم اتباعهم والحذر من عذاب هذا اليوم باستعمال تقواه،

⭕وقد كانت حالكم بخلاف هذه الحال.

□□□□□□□□□□
🔹( قَالُوا ):
 مقرين بذنبهم،
👈🏼وأن حجة اللّه قامت عليهم:

🔹( بَلَى ):
 قد جاءتنا رسل ربنا بآياته وبيناته، وبينوا لنا غاية التبيين،
وحذرونا من هذا اليوم.

🔹( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )
أي: بسبب كفرهم

👈🏼((وجبت ))
عليهم كلمة العذاب،
التي هي لكل من كفر بآيات اللّه،
وجحد ما جاءت به المرسلون،

🔹فاعترفوا :
●بذنبهم
●وقيام الحجة عليهم.

□□□□□□□□□
📝{ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ }
[الزمر: ٧٢]

فـقيل لهم على وجه الإهانة والإذلال:
🔹 ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ ) :

👈🏼كل طائفة تدخل من الباب الذي يناسبها
ويوافق عملها.

🔹( خَالِدِينَ فِيهَا ): أبدا،
لا يظعنون عنها،
ولا يفتر عنهم العذاب ساعة
ولا ينظرون.

□□□□□□□□□
🔹( فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ )

أي: بئس المقر النار مقرهم

🔸وذلك لأنهم تكبروا على الحق،
فجازاهم اللّه من جنس عملهم:

👈🏼 بالإهانة والذل والخزي.

□□□□□□□□□
📝{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }
[الزمر:٧٣]


🔵ثم قال عن أهل الجنة:

🔹( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ) :
 ●بتوحيده
●والعمل بطاعته،

👈🏼سوق إكرام وإعزاز،
يحشرون وفدا على النجائب.


🔹( إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )
فرحين مستبشرين،

⏪كل زمرة مع الزمرة التي تناسب عملها وتشاكله.

□□□□□□□□□□
🔹( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا )
أي: وصلوا لتلك الرحاب الرحيبة والمنازل الأنيقة،

وهبَّ عليهم ريحها ونسيمها،
وآن خلودها ونعيمها.

🔹( وَفُتِحَتْ ) لهم

🔹( أَبْوَابُهَا ) :
فتح إكرام،
لكرام الخلق، ليكرموا فيها.

□□□□□□□□□□□
 🔹( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ):
 تهنئة لهم وترحيبا:

🔹( سَلامٌ عَلَيْكُمْ )
👈🏼أي: سلام من كل آفة وشر حال عليكم.

□□□□□□□□□
 🔹( طِبْتُمْ )

👈🏼أي: طابت :
1⃣((قلوبكم)) :
بمعرفة اللّه
ومحبته
وخشيته،

2⃣ ((وألسنتكم)):
 بذكره،

3⃣((وجوارحكم)):
 بطاعته.

🔹( فـ ) بسبب طيبكم

🔹( ادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )

⏪ لأنها الدار الطيبة،
ولا يليق بها إلا الطيبون.

□□□□□□□□□
⚪قال في النار :
( فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )

⚪وفي الجنة:
 ( وَفُتِحَتْ ) بالواو،

⏪إشارة إلى أن أهل النار بمجرد وصولهم إليها:

👈🏼فتحت لهم أبوابها
من غير إنظار ولا إمهال،

⭕وليكون فتحها في وجوههم،
وعلى وصولهم:

👈🏼أعظم لحرها،
وأشد لعذابها.

□□□□□□□□□□□□
⏪وأما الجنة :

فإنها الدار العالية الغالية،
التي لا يوصل إليها
ولا ينالها كل أحد،

👈🏼إلا من أتى بالوسائل الموصلة إليها،

⭕ومع ذلك:
 فيحتاجون لدخولها :
👈🏼لشفاعة أكرم الشفعاء عليه،

🔸فلم تفتح لهم بمجرد ما وصلوا إليها،

👈🏼بل يستشفعون إلى اللّه بمحمد صلى اللّه عليه وسلم حتى يشفع،
فيشفعه اللّه تعالى.

□□□□□□□□□
 🔵وفي الآيات دليل على:

👈🏼 أن النار والجنة لهما أبواب تفتح وتغلق،

👈🏼وأن لكل منهما خزنة،

⚪وهما الداران الخالصتان،
اللتان لا يدخل فيهما إلا من استحقهما، بخلاف سائر الأمكنة والدور.

□□□□□□□□□
📝{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
[الزمر:٧٤]


🔹( وَقَالُوا )
عند دخولهم فيها واستقرارهم،

👈🏼حامدين ربهم على ما أولاهم
ومنَّ عليهم وهداهم:

🔹( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )
أي: وعدنا الجنة على ألسنة رسله إن آمنا وصلحنا،

🔸فوفَّى لنا بما وعدنا،
وأنجز لنا ما منَّانا.

□□□□□□□□□□
🔹( وَأَوْرَثَنَا الأرْضَ )
👈🏼أي: أرض الجنة .

🔹( نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ )

👈🏼أي: ننزل منها أي مكان شئنا،
ونتناول منها أي نعيم أردنا،

👈🏼ليس ممنوعا عنا شيء نريده.

□□□□□□□□□□
🔹( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) :

🔻الذين اجتهدوا بطاعة ربهم،
👈🏼((في زمن قليل منقطع))،

🔻فنالوا بذلك خيرا عظيما
باقيا مستمرا.

□□□□□□□□□□□
🔵وهذه الدار :
التي تستحق المدح على الحقيقة،

🔸التي يكرم اللّه فيها خواص خلقه،

🔸ورضيها الجواد الكريم لهم نزلا

🔸وبنى أعلاها وأحسنها،

🔸وغرسها بيده،

🔸وحشاها من رحمته وكرامته ما ببعضه :
●يفرح الحزين،
●ويزول الكدر،
●ويتم الصفاء.

□□□□□□□□□□
📝{ وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الزمر:٧٥]

🔹( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ ) :
أيها الرائي
ذلك اليوم العظيم

🔹( حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ )

أي: قد قاموا في خدمة ربهم،
👈🏼واجتمعوا حول عرشه،

🔸خاضعين لجلاله،
معترفين بكماله،
مستغرقين بجماله.

□□□□□□□□□
🔹( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )
👈🏼أي: ينزهونه
عن كل ما لا يليق بجلاله،

🔸مما نسب إليه المشركون
🔸وما لم ينسبوا.

🔹( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ )
أي: بين الأولين والآخرين من الخلق

🔹( بِالْحَقِّ ) :
الذي لا اشتباه فيه
ولا إنكار ممن عليه الحق.

□□□□□□□□□
 🔹( وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

🔻لم يذكر القائل من هو،

👈🏼ليدل ذلك على أن جميع الخلق نطقوا بحمد ربهم وحكمته
على ما قضى به على أهل الجنة
وأهل النار،

🔸حمد فضل وإحسان،
🔸وحمد عدل وحكمة.

□□□□□□□□□□□□
🔴تم تفسير سورة الزمر بحمد اللّه وعونه.


■■■■■■■■■■■■■

💢انتهى تفسير سورة الزمر 💢

فوائد تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله.

💢الآيات ٦٨- آخر السورة .

فوائد تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله💢الآيات [٦٠-٦٧




📖فوائد تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات [٦٠-٦٧]

■■■■■■■■■■■

📝{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ }
[الزمر:٦٠]

🔸يخبر تعالى عن خزي:
👈🏼((الذين كذبوا عليه))

⭕وأن وجوههم يوم القيامة :
👈🏼((مسودة))
كأنها الليل البهيم،

🔴يعرفهم بذلك أهل الموقف.


□□□□□□□□□□□□□
🔵فالحق أبلج واضح

👈🏼كأنه الصبح،

🔴فكما سوَّدوا وجه الحق بالكذب:

👈🏼 سود اللّه وجوههم،

⏪جزاء من جنس عملهم.

□□□□□□□□□□□□
💢فلهم سواد الوجوه،
🔸ولهم العذاب الشديد في جهنم،

🔹ولهذا قال:
( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ):
عن الحق،
وعن عبادة ربهم،
المفترين عليه؟

🔸بلى واللّه،
إن فيها لعقوبة
وخزيا
وسخطا،

🔸يبلغ من المتكبرين كل مبلغ،
ويؤخذ الحق منهم بها.

□□□□□□□□□□□
⭕والكذب على اللّه يشمل:

🔸الكذب عليه باتخاذ الشريك والولد والصاحبة،
والإخبار عنه بما لا يليق بجلاله،

🔸أو ادعاء النبوة،

🔸أو القول في شرعه بما لم يقله، والإخبار بأنه قاله وشرعه.

□□□□□□□□□□
📝{ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ الزمر:٦١] .

⭕لما ذكر حالة المتكبرين

👈🏼ذكر حالة المتقين.

□□□□□□□□□
🔹( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ)
👈🏼أي: بنجاتهم،

🔹وذلك لأن معهم آلة النجاة:

👈🏼وهي(( تقوى اللّه تعالى))

التي هي العدة عند كل هول وشدة.

□□□□□□□□□□
 🔹( لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ):
 أي: العذاب الذي يسوؤهم

🔹( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )

🔸فنفى عنهم :
●مباشرة العذاب
●وخوفه

👈🏼وهذا غاية الأمان.

□□□□□□□□□□
 💢فلهم الأمن التام،

👈🏼يصحبهم حتى يوصلهم إلى دار السلام،

فحينئذ يأمنون من كل سوء ومكروه،
وتجري عليهم نضرة النعيم،

🔹ويقولون :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ )

□□□□□□□□□□
📝{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }
[الزمر:٦٢]

 ⭕يخبر تعالى عن عظمته وكماله الموجب لخسران من كفر به

فقال:
🔹( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) :

⭕هذه العبارة وما أشبهها،
مما هو كثير في القرآن،
تدل على أن :

👈🏼جميع الأشياء - غير اللّه - مخلوقة

⭕ففيها رد على كل من قال بقدم بعض المخلوقات،
●كالفلاسفة القائلين بقدم الأرض والسماوات،

●وكالقائلين بقدم الأرواح،
ونحو ذلك من أقوال أهل الباطل،

👈🏼المتضمنة تعطيل الخالق عن خلقه.

□□□□□□□□□□□
🔴وليس كلام اللّه من الأشياء المخلوقة،

👈🏼لأن الكلام صفة المتكلم،

واللّه تعالى بأسمائه وصفاته أول ليس قبله شيء،

🔴فأخذ أهل الاعتزال من هذه الآية ونحوها أنه مخلوق،
👈🏼من أعظم الجهل،

فإنه تعالى لم يزل بأسمائه وصفاته،
ولم يحدث له صفة من صفاته،
ولم يكن معطلا عنها بوقت من الأوقات.

□□□□□□□□□□
 🍃والشاهد من هذا:

 أن اللّه تعالى أخبر عن نفسه الكريمة:

👈🏼 أنه خالق لجميع العالم العلوي والسفلي،

وأنه:
🔹 (على كل شيء وكيل)

🔵والوكالة التامة لا بد فيها من:

1⃣ ((علم)) الوكيل بما كان وكيلا عليه، وإحاطته بتفاصيله،

2⃣ومن ((قدرة تامة)) على ما هو وكيل عليه، ليتمكن من التصرف فيه،

3⃣ومن ((حفظ )) لما هو وكيل عليه،

4⃣ومن(( حكمة)) ومعرفة بوجوه التصرفات، ليصرفها ويدبرها على ما هو الأليق،

👈🏼فلا تتم الوكالة إلا بذلك كله،

فما نقص من ذلك:
👈🏼فهو نقص فيها.

□□□□□□□□□□
 🔴ومن المعلوم المتقرر:

أن اللّه تعالى منزه عن كل نقص في صفة من صفاته،

🍃فإخباره بأنه :
👈🏼(( على كل شيء وكيل ))

🔹يدل على :
■ إحاطة علمه بجميع الأشياء،
■وكمال قدرته على تدبيرها،
■وكمال تدبيره،
■وكمال حكمته التي يضع بها الأشياء مواضعها.

□□□□□□□□□□
📝{ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
[الزمر:٦٣]

🔹( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) :

👈🏼أي: مفاتيحها،
علما وتدبيرا.

□□□□□□□□□□
🍃( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).

□□□□□□□□□□□□
🔴فلما بين من عظمته ما يقتضي أن:
👈🏼 تمتلئ القلوب له إجلالا وإكراما،

🔴ذكر حال من عكس القضية
فلم يقدره حق قدره،

🔸فقال:
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ )

الدالة على الحق اليقين
والصراط المستقيم.

🔸( أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

□□□□□□□□□□
 🔹( أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) :

خسروا :
1⃣ما به تصلح ((القلوب))
 من التأله والإخلاص للّه،

2⃣وما به تصلح ((الألسن))
 من إشغالها بذكر اللّه،

3⃣وما تصلح به ((الجوارح))
 من طاعة اللّه،

🔴وتعوضوا عن ذلك :
👈🏼كل مفسد للقلوب والأبدان،

🔹وخسروا جنات النعيم،
وتعوضوا عنها بالعذاب الأليم.

□□□□□□□□□□□
📝{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ }
[الزمر:٦٤]

🔹( قُلْ ): يا أيها الرسول
 لهؤلاء الجاهلين،
الذين دعوك إلى عبادة غير اللّه:

🔹( أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ )
أي: هذا الأمر صدر من جهلكم،

⭕وإلا فلو كان لكم علم بأن اللّه تعالى:
● الكامل من جميع الوجوه،
●مسدي جميع النعم

👈🏼هو المستحق للعبادة،

⭕دون من كان:
● ناقصا من كل وجه،
●لا ينفع ولا يضر،

👈🏼لم تأمروني بذلك.

🔴وذلك لأن الشرك باللّه محبط للأعمال،
مفسد للأحوال.

□□□□□□□□□□□
📝{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[الزمر:٦٥]

⭕ولهذا قال:

🔹( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ) :
من جميع الأنبياء.

🔹( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) :
هذا مفرد مضاف،
يعم كل عمل،

🔴ففي نبوة جميع الأنبياء:
👈🏼 أن الشرك محبط لجميع الأعمال،

كما قال تعالى في سورة الأنعام
لما عدد كثيرا من أنبيائه ورسله

🔹قال عنهم:
{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

□□□□□□□□□□
⭕( وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) :
👈🏼دينك وآخرتك،

🔴فبالشرك:
 تحبط الأعمال،
ويستحق العقاب والنكال.

□□□□□□□□□□
 📝{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
[الزمر:٦٦]

 🔹لما أخبر أن الجاهلين يأمرونه:
👈🏼 ((بالشرك))
وأخبر عن شناعته،

⏪أمره ((بالإخلاص ))

فقال:
🔹( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ )
أي: أخلص له العبادة وحده لا شريك له.

□□□□□□□□□□
🔹( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) :
اللّه على توفيق اللّه تعالى،

🔵فكما أنه تعالى يشكر على:

1⃣ النعم الدنيوية،
كصحة الجسم وعافيته،
وحصول الرزق
وغير ذلك،

كذلك يشكر ويثنى عليه:
2⃣ بالنعم الدينية،
كالتوفيق للإخلاص، والتقوى،

🔴بل نعم الدين هي النعم على الحقيقة.

□□□□□□□□□
🔴وفي تدبر أنها من اللّه تعالى والشكر للّه عليها:

👈🏼سلامة من آفة العجب
التي تعرض لكثير من العاملين،
بسبب جهلهم،

⭕وإلا فلو عرف العبد حقيقة الحال:

👈🏼لم يعجب بنعمة تستحق عليه زيادة الشكر.

□□□□□□□□□□
📝{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
[الزمر:٦٧] .

🔹يقول تعالى:
وما قدر هؤلاء المشركون ربهم
🔹(حق قدره)
ولا عظموه حق تعظيمه.

□□□□□□□□□□□
 ⭕بل فعلوا ما يناقض ذلك:
👈🏼من إشراكهم به من هو ناقص في أوصافه وأفعاله،

●فأوصافه ناقصة من كل وجه،
●وأفعاله ليس عنده نفع ولا ضر،
ولا عطاء ولا منع،
ولا يملك من الأمر شيئا.

⭕فسووا هذا المخلوق الناقص بالخالق الرب العظيم،

⭕الذي من عظمته الباهرة،
وقدرته القاهرة:

⏪أن جميع الأرض يوم القيامة قبضة للرحمن،

🔹وأن السماوات على سعتها وعظمها مطويات بيمينه.

□□□□□□□□□□□
⭕فلا عظمه حق عظمته من سوَّى به غيره،
ولا أظلم منه.

🔹( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) :

أي: تنزه وتعاظم عن شركهم به.

■■■■■■■■■■
💢انتهى💢

فوائد تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات [٦٠-٦٧]

🔄 يتبع إن شاء الله 🔄

الأربعاء، 20 أبريل 2016

فوائد من تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله الآيات [٤٩-٥٩




📖فوائد من تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات [٤٩-٥٩]

■■■■■■■■■■

📝{ فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }
[الزمر:٤٩]

🔵يخبر تعالى عن حالة الإنسان وطبيعته،

⭕أنه حين يمسه ضر:
🔻من مرض
🔻أو شدة
🔻أو كرب.

👈🏼( دَعَانَا ) :
ملحا في تفريج ما نزل به .

□□□□□□□□
🔹( ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا ) :
فكشفنا ضره
وأزلنا مشقته،

👈🏼عاد بربه كافرا،
ولمعروفه منكرا.

□□□□□□□□□□
🔹 ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )

1⃣أي:
علم من اللّه،
أني له أهل،
وأني مستحق له،
لأني كريم عليه،

2⃣أو:
 على علم مني بطرق تحصيله.

□□□□□□□□
 ⭕قال تعالى:
( بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ ) :

يبتلي اللّه به عباده،
لينظر من يشكره ممن يكفره.

🔹( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) :

فلذلك يعدون الفتنة :
🔻منحة
🔻ويشتبه عليهم الخير المحض، بما قد يكون سببا للخير أو للشر.

□□□□□□□□
📝{ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[الزمر:٥٠]

🔹 ( قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )
 أي: قولهم :
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )

👈🏼فما زالت متوارثة عند المكذبين،
لا يقرون بنعمة ربهم،
ولا يرون له حقا،

👈🏼فلم يزل دأبهم حتى أهلكوا،

ولم يغن ( عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) :
حين جاءهم العذاب.

□□□□□□□□
 📝{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ }
[الزمر:٥١]

🔹( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ):

والسيئات في هذا الموضع:
👈🏼العقوبات،

لأنها تسوء الإنسان وتحزنه.

🔹( وَالَّذِينَ ظَلَمُوا من هؤلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ):

 فليسوا خيرا من أولئك،
ولم يكتب لهم براءة في الزبر.

□□□□□□□□□□
📝{ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[الزمر:٥٢]

لما ذكر أنهم اغتروا بالمال،
وزعموا - بجهلهم -
أنه يدل على حسن حال صاحبه،

👈🏼أخبرهم تعالى:
أن رزقه لا يدل على ذلك،

👈🏼وأنه:
 1⃣( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ) :
من عباده،

⏪سواء كان صالحا
أو طالحا

2⃣( وَيَقْدِرُ ):
 الرزق،
أي: يضيقه على من يشاء،

⏪صالحا
أو طالحا.

□□□□□□□□□
 🔵((فرزقه))
👈🏼مشترك بين البرية،

🔵((والإيمان والعمل الصالح))
👈🏼 يخص به خير البرية.

□□□□□□□□□
🔹( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) أي: بسط الرزق وقبضه،

لعلمهم أن مرجع ذلك عائد إلى:
 👈🏼الحكمة والرحمة،

⭕وأنه أعلم بحال عبيده.

□□□□□□□□
🔵فقد يضيق عليهم الرزق
👈🏼لطفا بهم،

لأنه لو بسطه ؛
👈🏼لبغوا في الأرض،

🔵فيكون تعالى مراعيا في ذلك:
👈🏼 ((صلاح دينهم ))
الذي هو مادة سعادتهم وفلاحهم،

واللّه أعلم.

□□□□□□□□□
📝{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[الزمر:٥٣]

🔹يخبر تعالى عباده المسرفين:
👈🏼 بسعة كرمه،

⭕ويحثهم على الإنابة
👈🏼((قبل أن لا يمكنهم ذلك))

□□□□□□□□□□
🔹( قُلْ ):
●يا أيها الرسول
●ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه،

🔹مخبرا للعباد عن ربهم:
( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ):

👈🏼باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم
من الذنوب،
والسعي في مساخط علام الغيوب.

□□□□□□□□
🔹( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )
👈🏼أي: لا تيأسوا منها،

⏪فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة،
وتقولوا :
قد كثرت ذنوبنا
وتراكمت عيوبنا،
فليس لها طريق يزيلها
ولا سبيل يصرفها،

👈🏼فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان،

متزودين ما يغضب عليكم الرحمن.

□□□□□□□□
🔵ولكن:

👈🏼 اعرفوا ربكم بأسمائه
الدالة على كرمه وجوده،

🔴واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا :
●من الشرك،
●والقتل،
●والزنا،
●والربا،
●والظلم،
⏪وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.

□□□□□□□□□
💢( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

أي: وصفه المغفرة والرحمة،

وصفان لازمان ذاتيان،
لا تنفك ذاته عنهما،

🔹ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،

🔹تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار،

🔹ويوالي النعم على العباد
والفواضل في السر والجهار،

⏪والعطاء أحب إليه من المنع،
والرحمة سبقت الغضب وغلبته .

□□□□□□□□□□□
📝{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ }
[الزمر:٥٤]


🔵ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب
إن لم يأت بها العبد:

👈🏼فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة.

□□□□□□□□□□□
🔵أعظمها وأجلها،
-بل لا سبب لها غيره- :

👈🏼 الإنابة إلى اللّه تعالى :
🔸بالتوبة النصوح،
🔸والدعاء والتضرع
🔸والتأله والتعبد،

⏪فهلم إلى هذا السبب الأجل،
والطريق الأعظم.

□□□□□□□□
🔵ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها

فقال:
⭕( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) :
بقلوبكم

⭕( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) :
بجوارحكم،

💢إذا أفردت الإنابة:
👈🏼دخلت فيها أعمال الجوارح،

💢وإذا جمع بينهما،
كما في هذا الموضع،
👈🏼كان المعنى ما ذكرنا.

□□□□□□□□□□
🔴وفي قوله :
( إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ )

👈🏼دليل على الإخلاص،

⭕وأنه من دون إخلاص:
👈🏼لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.

□□□□□□□□
🔹( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ):
👈🏼 مجيئا لا يدفع

🔹( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ )

□□□□□□□□□□□
📝{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }
[الزمر:٥٥]

🔴فكأنه قيل:
ما هي الإنابة والإسلام؟
وما جزئياتها وأعمالها؟

□□□□□□□□□
🔵فأجاب تعالى بقوله:
( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) :

👈🏼مما أمركم :

1⃣من الأعمال الباطنة:
كمحبة اللّه،
وخشيته،
وخوفه،
ورجائه،
والنصح لعباده،
ومحبة الخير لهم،

⭕وترك ما يضاد ذلك.

□□□□□□□□□□
2⃣ومن الأعمال الظاهرة:

 كالصلاة
والزكاة
والصيام،
والحج،
والصدقة،
وأنواع الإحسان،

🔹ونحو ذلك
مما أمر اللّه به

👈🏼وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا.

□□□□□□□□□□□
🔴فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها :

👈🏼هو المنيب المسلم.

□□□□□□□□□□
🔹( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )

👈🏼وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.

□□□□□□□□□□
📝{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }
[الزمر:٥٦]

⭕ثم حذرهم أَن يستمروا على غفلتهم،
حتى يأتيهم يوم يندمون فيه

👈🏼ولا تنفع الندامة.

□□□□□□□□□□
⭕( أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ )
👈🏼أي: في جانب حقه.

🔹( وَإِنْ كُنْت ) :
في الدنيا

🔹( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) :
في إتيان الجزاء،

👈🏼حتى رأيته عيانا.

□□□□□□□□□□
📝{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[الزمر:٥٧]

🔹"لو"في هذا الموضع :
👈🏼للتمني،

أي: ليت أن اللّه هداني
فأكون متقيا له،

👈🏼فأسلم من العقاب
وأستحق الثواب.

□□□□□□□□□
🔴وليست "لو" هنا :
👈🏼 شرطية،

🔸لأنها لو كانت شرطية،
👈🏼لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم،

🔴وهو حجة باطلة،

⏪ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة.

□□□□□□□□
 📝{ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
[الزمر:٥٨]


🔹( أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ )
وتجزم بوروده

🔹( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً )
أي: رجعة إلى الدنيا

🔹لكنت ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ )

□□□□□□□□□□
📝{ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
[الزمر:٥٩]

🔹قال تعالى في أن ذلك غير ممكن ولا مفيد،

👈🏼وأن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها،

إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ  بيان بعد البيان الأول.

□□□□□□□□□□□
🔹( بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي ) :
الدالة دلالة لا يمترى فيها على الحق

🔹( فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ ) :
عن اتباعها

🔹( وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )

🔴فسؤال الرد إلى الدنيا:
👈🏼 نوع عبث،

🔹(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )

■■■■■■■■■
💢انتهى 💢

تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات [٤٩-٥٩]

🔄يتبع إن شاء الله 🔄