📖فوائد من تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
💢الآيات [٤٩-٥٩]
■■■■■■■■■■
📝{ فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }
[الزمر:٤٩]
🔵يخبر تعالى عن حالة الإنسان وطبيعته،
⭕أنه حين يمسه ضر:
🔻من مرض
🔻أو شدة
🔻أو كرب.
👈🏼( دَعَانَا ) :
ملحا في تفريج ما نزل به .
□□□□□□□□
🔹( ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا ) :
فكشفنا ضره
وأزلنا مشقته،
👈🏼عاد بربه كافرا،
ولمعروفه منكرا.
□□□□□□□□□□
🔹 ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )
1⃣أي:
علم من اللّه،
أني له أهل،
وأني مستحق له،
لأني كريم عليه،
2⃣أو:
على علم مني بطرق تحصيله.
□□□□□□□□
⭕قال تعالى:
( بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ ) :
يبتلي اللّه به عباده،
لينظر من يشكره ممن يكفره.
🔹( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) :
فلذلك يعدون الفتنة :
🔻منحة
🔻ويشتبه عليهم الخير المحض، بما قد يكون سببا للخير أو للشر.
□□□□□□□□
📝{ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[الزمر:٥٠]
🔹 ( قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )
أي: قولهم :
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )
👈🏼فما زالت متوارثة عند المكذبين،
لا يقرون بنعمة ربهم،
ولا يرون له حقا،
👈🏼فلم يزل دأبهم حتى أهلكوا،
ولم يغن ( عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) :
حين جاءهم العذاب.
□□□□□□□□
📝{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ }
[الزمر:٥١]
🔹( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ):
والسيئات في هذا الموضع:
👈🏼العقوبات،
لأنها تسوء الإنسان وتحزنه.
🔹( وَالَّذِينَ ظَلَمُوا من هؤلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ):
فليسوا خيرا من أولئك،
ولم يكتب لهم براءة في الزبر.
□□□□□□□□□□
📝{ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[الزمر:٥٢]
لما ذكر أنهم اغتروا بالمال،
وزعموا - بجهلهم -
أنه يدل على حسن حال صاحبه،
👈🏼أخبرهم تعالى:
أن رزقه لا يدل على ذلك،
👈🏼وأنه:
1⃣( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ) :
من عباده،
⏪سواء كان صالحا
أو طالحا
2⃣( وَيَقْدِرُ ):
الرزق،
أي: يضيقه على من يشاء،
⏪صالحا
أو طالحا.
□□□□□□□□□
🔵((فرزقه))
👈🏼مشترك بين البرية،
🔵((والإيمان والعمل الصالح))
👈🏼 يخص به خير البرية.
□□□□□□□□□
🔹( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) أي: بسط الرزق وقبضه،
لعلمهم أن مرجع ذلك عائد إلى:
👈🏼الحكمة والرحمة،
⭕وأنه أعلم بحال عبيده.
□□□□□□□□
🔵فقد يضيق عليهم الرزق
👈🏼لطفا بهم،
لأنه لو بسطه ؛
👈🏼لبغوا في الأرض،
🔵فيكون تعالى مراعيا في ذلك:
👈🏼 ((صلاح دينهم ))
الذي هو مادة سعادتهم وفلاحهم،
واللّه أعلم.
□□□□□□□□□
📝{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[الزمر:٥٣]
🔹يخبر تعالى عباده المسرفين:
👈🏼 بسعة كرمه،
⭕ويحثهم على الإنابة
👈🏼((قبل أن لا يمكنهم ذلك))
□□□□□□□□□□
🔹( قُلْ ):
●يا أيها الرسول
●ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه،
🔹مخبرا للعباد عن ربهم:
( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ):
👈🏼باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم
من الذنوب،
والسعي في مساخط علام الغيوب.
□□□□□□□□
🔹( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )
👈🏼أي: لا تيأسوا منها،
⏪فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة،
وتقولوا :
قد كثرت ذنوبنا
وتراكمت عيوبنا،
فليس لها طريق يزيلها
ولا سبيل يصرفها،
👈🏼فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان،
متزودين ما يغضب عليكم الرحمن.
□□□□□□□□
🔵ولكن:
👈🏼 اعرفوا ربكم بأسمائه
الدالة على كرمه وجوده،
🔴واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا :
●من الشرك،
●والقتل،
●والزنا،
●والربا،
●والظلم،
⏪وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.
□□□□□□□□□
💢( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
أي: وصفه المغفرة والرحمة،
وصفان لازمان ذاتيان،
لا تنفك ذاته عنهما،
🔹ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،
🔹تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار،
🔹ويوالي النعم على العباد
والفواضل في السر والجهار،
⏪والعطاء أحب إليه من المنع،
والرحمة سبقت الغضب وغلبته .
□□□□□□□□□□□
📝{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ }
[الزمر:٥٤]
🔵ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب
إن لم يأت بها العبد:
👈🏼فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة.
□□□□□□□□□□□
🔵أعظمها وأجلها،
-بل لا سبب لها غيره- :
👈🏼 الإنابة إلى اللّه تعالى :
🔸بالتوبة النصوح،
🔸والدعاء والتضرع
🔸والتأله والتعبد،
⏪فهلم إلى هذا السبب الأجل،
والطريق الأعظم.
□□□□□□□□
🔵ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها
فقال:
⭕( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) :
بقلوبكم
⭕( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) :
بجوارحكم،
💢إذا أفردت الإنابة:
👈🏼دخلت فيها أعمال الجوارح،
💢وإذا جمع بينهما،
كما في هذا الموضع،
👈🏼كان المعنى ما ذكرنا.
□□□□□□□□□□
🔴وفي قوله :
( إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ )
👈🏼دليل على الإخلاص،
⭕وأنه من دون إخلاص:
👈🏼لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.
□□□□□□□□
🔹( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ):
👈🏼 مجيئا لا يدفع
🔹( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ )
□□□□□□□□□□□
📝{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }
[الزمر:٥٥]
🔴فكأنه قيل:
ما هي الإنابة والإسلام؟
وما جزئياتها وأعمالها؟
□□□□□□□□□
🔵فأجاب تعالى بقوله:
( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) :
👈🏼مما أمركم :
1⃣من الأعمال الباطنة:
كمحبة اللّه،
وخشيته،
وخوفه،
ورجائه،
والنصح لعباده،
ومحبة الخير لهم،
⭕وترك ما يضاد ذلك.
□□□□□□□□□□
2⃣ومن الأعمال الظاهرة:
كالصلاة
والزكاة
والصيام،
والحج،
والصدقة،
وأنواع الإحسان،
🔹ونحو ذلك
مما أمر اللّه به
👈🏼وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا.
□□□□□□□□□□□
🔴فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها :
👈🏼هو المنيب المسلم.
□□□□□□□□□□
🔹( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )
👈🏼وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.
□□□□□□□□□□
📝{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }
[الزمر:٥٦]
⭕ثم حذرهم أَن يستمروا على غفلتهم،
حتى يأتيهم يوم يندمون فيه
👈🏼ولا تنفع الندامة.
□□□□□□□□□□
⭕( أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ )
👈🏼أي: في جانب حقه.
🔹( وَإِنْ كُنْت ) :
في الدنيا
🔹( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) :
في إتيان الجزاء،
👈🏼حتى رأيته عيانا.
□□□□□□□□□□
📝{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[الزمر:٥٧]
🔹"لو"في هذا الموضع :
👈🏼للتمني،
أي: ليت أن اللّه هداني
فأكون متقيا له،
👈🏼فأسلم من العقاب
وأستحق الثواب.
□□□□□□□□□
🔴وليست "لو" هنا :
👈🏼 شرطية،
🔸لأنها لو كانت شرطية،
👈🏼لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم،
🔴وهو حجة باطلة،
⏪ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة.
□□□□□□□□
📝{ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
[الزمر:٥٨]
🔹( أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ )
وتجزم بوروده
🔹( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً )
أي: رجعة إلى الدنيا
🔹لكنت ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
□□□□□□□□□□
📝{ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
[الزمر:٥٩]
🔹قال تعالى في أن ذلك غير ممكن ولا مفيد،
👈🏼وأن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها،
إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ بيان بعد البيان الأول.
□□□□□□□□□□□
🔹( بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي ) :
الدالة دلالة لا يمترى فيها على الحق
🔹( فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ ) :
عن اتباعها
🔹( وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
🔴فسؤال الرد إلى الدنيا:
👈🏼 نوع عبث،
🔹(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
■■■■■■■■■
💢انتهى 💢
تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
💢الآيات [٤٩-٥٩]
🔄يتبع إن شاء الله 🔄
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق