الأربعاء، 20 أبريل 2016

فوائد من تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله الآيات [٤٩-٥٩




📖فوائد من تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات [٤٩-٥٩]

■■■■■■■■■■

📝{ فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }
[الزمر:٤٩]

🔵يخبر تعالى عن حالة الإنسان وطبيعته،

⭕أنه حين يمسه ضر:
🔻من مرض
🔻أو شدة
🔻أو كرب.

👈🏼( دَعَانَا ) :
ملحا في تفريج ما نزل به .

□□□□□□□□
🔹( ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا ) :
فكشفنا ضره
وأزلنا مشقته،

👈🏼عاد بربه كافرا،
ولمعروفه منكرا.

□□□□□□□□□□
🔹 ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )

1⃣أي:
علم من اللّه،
أني له أهل،
وأني مستحق له،
لأني كريم عليه،

2⃣أو:
 على علم مني بطرق تحصيله.

□□□□□□□□
 ⭕قال تعالى:
( بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ ) :

يبتلي اللّه به عباده،
لينظر من يشكره ممن يكفره.

🔹( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) :

فلذلك يعدون الفتنة :
🔻منحة
🔻ويشتبه عليهم الخير المحض، بما قد يكون سببا للخير أو للشر.

□□□□□□□□
📝{ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[الزمر:٥٠]

🔹 ( قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )
 أي: قولهم :
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ )

👈🏼فما زالت متوارثة عند المكذبين،
لا يقرون بنعمة ربهم،
ولا يرون له حقا،

👈🏼فلم يزل دأبهم حتى أهلكوا،

ولم يغن ( عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) :
حين جاءهم العذاب.

□□□□□□□□
 📝{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ }
[الزمر:٥١]

🔹( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ):

والسيئات في هذا الموضع:
👈🏼العقوبات،

لأنها تسوء الإنسان وتحزنه.

🔹( وَالَّذِينَ ظَلَمُوا من هؤلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ):

 فليسوا خيرا من أولئك،
ولم يكتب لهم براءة في الزبر.

□□□□□□□□□□
📝{ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[الزمر:٥٢]

لما ذكر أنهم اغتروا بالمال،
وزعموا - بجهلهم -
أنه يدل على حسن حال صاحبه،

👈🏼أخبرهم تعالى:
أن رزقه لا يدل على ذلك،

👈🏼وأنه:
 1⃣( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ) :
من عباده،

⏪سواء كان صالحا
أو طالحا

2⃣( وَيَقْدِرُ ):
 الرزق،
أي: يضيقه على من يشاء،

⏪صالحا
أو طالحا.

□□□□□□□□□
 🔵((فرزقه))
👈🏼مشترك بين البرية،

🔵((والإيمان والعمل الصالح))
👈🏼 يخص به خير البرية.

□□□□□□□□□
🔹( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) أي: بسط الرزق وقبضه،

لعلمهم أن مرجع ذلك عائد إلى:
 👈🏼الحكمة والرحمة،

⭕وأنه أعلم بحال عبيده.

□□□□□□□□
🔵فقد يضيق عليهم الرزق
👈🏼لطفا بهم،

لأنه لو بسطه ؛
👈🏼لبغوا في الأرض،

🔵فيكون تعالى مراعيا في ذلك:
👈🏼 ((صلاح دينهم ))
الذي هو مادة سعادتهم وفلاحهم،

واللّه أعلم.

□□□□□□□□□
📝{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[الزمر:٥٣]

🔹يخبر تعالى عباده المسرفين:
👈🏼 بسعة كرمه،

⭕ويحثهم على الإنابة
👈🏼((قبل أن لا يمكنهم ذلك))

□□□□□□□□□□
🔹( قُلْ ):
●يا أيها الرسول
●ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه،

🔹مخبرا للعباد عن ربهم:
( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ):

👈🏼باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم
من الذنوب،
والسعي في مساخط علام الغيوب.

□□□□□□□□
🔹( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )
👈🏼أي: لا تيأسوا منها،

⏪فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة،
وتقولوا :
قد كثرت ذنوبنا
وتراكمت عيوبنا،
فليس لها طريق يزيلها
ولا سبيل يصرفها،

👈🏼فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان،

متزودين ما يغضب عليكم الرحمن.

□□□□□□□□
🔵ولكن:

👈🏼 اعرفوا ربكم بأسمائه
الدالة على كرمه وجوده،

🔴واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا :
●من الشرك،
●والقتل،
●والزنا،
●والربا،
●والظلم،
⏪وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.

□□□□□□□□□
💢( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

أي: وصفه المغفرة والرحمة،

وصفان لازمان ذاتيان،
لا تنفك ذاته عنهما،

🔹ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،

🔹تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار،

🔹ويوالي النعم على العباد
والفواضل في السر والجهار،

⏪والعطاء أحب إليه من المنع،
والرحمة سبقت الغضب وغلبته .

□□□□□□□□□□□
📝{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ }
[الزمر:٥٤]


🔵ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب
إن لم يأت بها العبد:

👈🏼فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة.

□□□□□□□□□□□
🔵أعظمها وأجلها،
-بل لا سبب لها غيره- :

👈🏼 الإنابة إلى اللّه تعالى :
🔸بالتوبة النصوح،
🔸والدعاء والتضرع
🔸والتأله والتعبد،

⏪فهلم إلى هذا السبب الأجل،
والطريق الأعظم.

□□□□□□□□
🔵ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها

فقال:
⭕( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) :
بقلوبكم

⭕( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) :
بجوارحكم،

💢إذا أفردت الإنابة:
👈🏼دخلت فيها أعمال الجوارح،

💢وإذا جمع بينهما،
كما في هذا الموضع،
👈🏼كان المعنى ما ذكرنا.

□□□□□□□□□□
🔴وفي قوله :
( إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ )

👈🏼دليل على الإخلاص،

⭕وأنه من دون إخلاص:
👈🏼لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.

□□□□□□□□
🔹( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ):
👈🏼 مجيئا لا يدفع

🔹( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ )

□□□□□□□□□□□
📝{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }
[الزمر:٥٥]

🔴فكأنه قيل:
ما هي الإنابة والإسلام؟
وما جزئياتها وأعمالها؟

□□□□□□□□□
🔵فأجاب تعالى بقوله:
( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) :

👈🏼مما أمركم :

1⃣من الأعمال الباطنة:
كمحبة اللّه،
وخشيته،
وخوفه،
ورجائه،
والنصح لعباده،
ومحبة الخير لهم،

⭕وترك ما يضاد ذلك.

□□□□□□□□□□
2⃣ومن الأعمال الظاهرة:

 كالصلاة
والزكاة
والصيام،
والحج،
والصدقة،
وأنواع الإحسان،

🔹ونحو ذلك
مما أمر اللّه به

👈🏼وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا.

□□□□□□□□□□□
🔴فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها :

👈🏼هو المنيب المسلم.

□□□□□□□□□□
🔹( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )

👈🏼وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.

□□□□□□□□□□
📝{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }
[الزمر:٥٦]

⭕ثم حذرهم أَن يستمروا على غفلتهم،
حتى يأتيهم يوم يندمون فيه

👈🏼ولا تنفع الندامة.

□□□□□□□□□□
⭕( أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ )
👈🏼أي: في جانب حقه.

🔹( وَإِنْ كُنْت ) :
في الدنيا

🔹( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) :
في إتيان الجزاء،

👈🏼حتى رأيته عيانا.

□□□□□□□□□□
📝{ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[الزمر:٥٧]

🔹"لو"في هذا الموضع :
👈🏼للتمني،

أي: ليت أن اللّه هداني
فأكون متقيا له،

👈🏼فأسلم من العقاب
وأستحق الثواب.

□□□□□□□□□
🔴وليست "لو" هنا :
👈🏼 شرطية،

🔸لأنها لو كانت شرطية،
👈🏼لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم،

🔴وهو حجة باطلة،

⏪ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة.

□□□□□□□□
 📝{ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
[الزمر:٥٨]


🔹( أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ )
وتجزم بوروده

🔹( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً )
أي: رجعة إلى الدنيا

🔹لكنت ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ )

□□□□□□□□□□
📝{ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
[الزمر:٥٩]

🔹قال تعالى في أن ذلك غير ممكن ولا مفيد،

👈🏼وأن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها،

إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ  بيان بعد البيان الأول.

□□□□□□□□□□□
🔹( بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي ) :
الدالة دلالة لا يمترى فيها على الحق

🔹( فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ ) :
عن اتباعها

🔹( وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )

🔴فسؤال الرد إلى الدنيا:
👈🏼 نوع عبث،

🔹(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )

■■■■■■■■■
💢انتهى 💢

تفسير سورة الزمر من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

💢الآيات [٤٩-٥٩]

🔄يتبع إن شاء الله 🔄

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق